تقدم الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء باستقالة حكومته أمس إلى الرئيس عدلى منصور، وسط أنباء قوية عن تكليف المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان فى الحكومة المستقيلة، بتشكيل الحكومة الجديدة.كشف الببلاوى عن أن حكومته رأت أن تتقدم باستقالتها الآن، وأن هناك معلومات كثيرة وراء هذا القرار لن يتم الإعلان عنها الآن، مؤكدا أن حكومته تحاسب على القرارات التى اتخذتها، وأن هناك أمورا كثيرة وراء القرارات لا يتم الكشف عنها.
وقال إن حكومته مستمرة فى تسيير أعمالها لحين قبول الاستقالة.
وردا على سؤال حول زيارته التى كانت مقررة غدا إلى نيجيريا، قال إنه لن يتوجه إلى هناك.
وكان مجلس الوزراء قد عقد اجتماعا طارئا صباح أمس بكامل هيئته، وحضره المشير عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وذكرت مصادر فى المجلس أن أغلب الوزراء لم يعلموا بأمر الاستقالة قبل الاجتماع، الذى لم يستغرق أكثر من 15 دقيقة.
وأكد الببلاوى أن الوزراء فوجئوا جميعا باستقالة الحكومة، مشيرا إلى أنه كان قد اتفق مع الرئيس عدلى منصور أمس الأول على تقديمها.
وقد اكتنف الغموض الأسباب الحقيقية وراء استقالة حكومة الببلاوى المفاجئة، غير أن العديد من الخبراء ومصادر مجلس الوزراء، كشفوا عن أن الأداء الاقتصادى المتواضع، والملف الأمنى والإضرابات والاحتجاجات الفئوية المتفجرة، والفشل فى تطبيق الحد الأدنى للأجور، كانت الأسباب الرئيسية التى أطاحت بحكومة الببلاوي.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الوزراء فوجئوا أمس بالببلاوى يبدأ الاجتماع بشكل مختلف عن المتبع بعرض أجندة المجلس الأسبوعي، وقال نصا: هناك أوضاع وظروف طارئة تمر بها مصر حاليا، وأنا أفضل قرار الاستقالة الجماعية، لكنه لم يحدد الظروف الطارئة.
وقال مصدر مقرب من الببلاوى إن القرار كان مخططا له منذ فترة، بعد إعلان قبول استقالة زياد بهاء الدين وزير التعاون الدولي.
وقال السفير هانى صلاح، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن الإخفاقات التى واجهتها حكومة الببلاوى كانت وراء استقالتها، مشيرا إلى العجز فى الموازنة العامة المتزايد، والمطالب الفئوية المتصاعدة، وأوضح أنه حان الوقت لضخ دماء جديدة، وأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى قيادات جديدة.
وكشفت مصادر مقربة من المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنه تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وأن هذا التكليف جاء فى ضوء جهوده ونجاحاته المتعددة فى وزارة الإسكان.
وقالت المصادر إن محلب حضر إلى مقر الوزارة صباحا، ثم توجه إلى مجلس الوزراء، وبعد انتهاء الاجتماع وإعلان الببلاوى استقالة الحكومة، توجه محلب إلى مسجد السيدة زينب لأداء صلاة الظهر.
وكشفت المصادر بمجلس الوزراء عن إجراء تعديلات جوهرية فى وزراء المجموعة الاقتصادية، نظرا لتفاقم عجز الموازنة وصعوبات ومشكلات تطبيق الحد الأدنى للأجور، وزيادة الدين المحلى الداخلي، الذى بلغ 1.8 تريليون جنيه، وأشارت إلى استمرار عدد من الوزراء الذين جاء أداؤهم متميزا خلال المرحلة السابقة، ومنهم وزير السياحة هشام زعزوع، ومحمد عبدالمطلب وزير الرى، ونبيل فهمى وزير الخارجية، وعادل لبيب وزير التنمية المحلية ومحمد إبراهيم وزير الداخلية.
وقد سارع العديد من القوى والحركات السياسية، إلى الإعراب عن ارتياحها لاستقالة حكومة الببلاوي.