إلتقى بها بعد عناء..جمالها هادئ وكان يعرف أن هناك أجمل منها
....ولكن القلوب هي التي تهوى والأنفس ليس
لها خيار عندئذٍ..
جاءت تتهادى بِ أناقة وبِ نظرة على جلساء المقهى ..عرفته من بياض
شعره ووحدتهِ وانعزاله ....
ألقت عليه التحية بِ ارتياب !! فَ احتضنتهاعيناه بِ عرض الأفق
..وغزت رائحة عطرها أنفه عند تقبيل يدها
فَ استغربت لهفته وعمق إحساسه عبر لقائهما الأول ..!!!
إحتسى كؤوس هيامه بها وتناول أكواب لوعة ما مضى من عمره...
قالت : حضرت من أجل إصرارك على مقابلتي فَ ماذا بعد...؟؟؟
قال : أنا أحبك بلا مقدمات كأن لم يسبق لِ قلب أن أحب وأحسبني أختصر
مسافات أيامي لِ أصل إليكِ.
قالت : جميع الرجال يتخذون من الحب شباكاً يصطادون بها النساء ... وأقول
النساء لِ أنهم يتنقلون من هذهِ لَ تلك
مثل قيامهم بِ تبديل أرديتهم ..!!!
قال : أنا عشقت جميع النساء تحت إسمك .واستجمعت حسنهن في محياكِ
ولِ أن قناعتي بكِ عجزت أن تداريها
جوارحي وجدتُ نفسي أنها لا تهوى سواكِ...
قالت بِ دهشة : كف عن تخديري بِ خمر كلماتك وكفاكَ غزلا فلم يمضِ
لنا معاَ إلا بضع دقائق
قال : متاهات ذاكرتي تحفظ دقة تفاصيلك وأنا لا أغازلكِ الآن وإنما أخفف
وطأة جلوسي أمامك
قالت بِ حدة : يا لذوقك
قال : مسافة الطاولة التي تفصلني عنكِ أراهاأبعد من النجوم
قالت : أنت تحاصرني .
رد بكل ثقة : مضت مراهقتي بلا رجعة وكلماتي تترجم دقات قلبي
..وعمري يؤكد قراراتي
وأعرف ماذا اريد , وأنا أعرض عليكِ قلباً يخطب ود قلبكِ فإن رفضتيه
فَ عليَّ الإنسحاب ولن يكون
صدك نهاية قصتي معك و سَ أُغلق فؤادي عليكِ وأعد لِ حياتي
قالت : أعذرني , عليَّ أن أذهب لِ أفيقَ من هذيان إنتابني لا قبل لي به.
دفعَ لِ النادل طلبهُ من نقد واتجه لِ الفندق ونام بِ إحساس من أنزل أثقالاً
ناءَ بها كاهله
تناول إفطاره وأخذ يقلب جريدة يومهِ ذاك وهو يتجرع مرار وقتهِمن
فنجان القهوة رغم عناق حباتِ السكر
لِ البن الأسمر حتى ذاب فيه ..
تمر الساعات بطيئة وهو يخاطب صمت هاتفه أثناء تجواله في المدينة
وأسواقها الشعبية حتى غربت الشمس
وتسلل لِ إحساسه شعور انه يغرق مع الشمس في بحر هواها وآل على نفسهِ
ألايتصل بها
قائلاً : قالت أنها تريد أن تفيق من بعضِ كلماتي..وليتها قالت من أحاسيسي .
وفجأة يرن الهاتف ويتلألأ إسمها عبر الشاشة لِ يجيب بِ لهفة ذَّكَّرتهُ بِ
شباب أيامه لِ تطلب مقابلته
فَ دعاها لِ الفندق فوافقت .
العشاء رومانسي لِ الغاية ومداعبته لها كانت أنيقة كَ هندامه ولم ينس شعوره تجاهها .
ثم انتقلا لِ الشرفة المطلة على البحر وضوء الشمعة يرسم طيفاً بديعاً على
صفحاتِ وجهها.
قالت : سمعتُ غزلاً يفوق الوصف وأشعر بِاختلافِ كلماتك التي يجذبني
صدقها ربما.
قال : يستحيل أن تخفي الشمعة أدمعها .. وتكف العصافير عن مخاطبةِ
أقرانها ..ويتنازل الربيع
عن شذى أزهاره .
قالت : متى تكف عن غزلكَ هذا ؟؟
قال : عندما يتوقف قلبي عن خفقاته
قالت : هل الواجب أن اصدقكَ هكذا ؟
قال : سَ أترك الإجابة لِ قلبك!
ودَّعتهُ بعد سهرة امتزج فيها حلم تحول لِ واقع سكن ذاكَ المساء
قائلة : سَ نلتقي غداً يا......
قال : جنوني هذا ليتهُ يرضيكِ
فَ التفتت إليهِ وعادت لِتحضنه وضمها بين ساعديهِ وكأنه يحاول أن يخفيها
بين اضلعه وتركتهُ باسمة .
وفي اليوم التالي إلتقتهُ في بهو الفندق على اريكة تحتل ركن كأنه مصمم لهما .
قالت : فوجئت عندما وجدتُ نفسي تحتضنك
قال : كانت امنيتي حتى إن رفضتي زواجك مني
قالت : أتعني ما تقول ؟
قال : لم اقترب من حدودِ حياتكِ إلا من أجلك .
وتمضي أيام الإستعداد لِ الزفاف سريعة
تسابق الساعات رقة ثوانيها لِ تغمسهما الأيام في كأس سعادة لم تخطر
بِ العروس الثلاثينية
وذات مساء توسدت صدرهُ
وقالت : كنتُ خائفة منك
قال : كيف وجدتي حياتك؟
قالت : وأدمعها تغسل صدره
أين كانت الأيام تخفيكَ عني ؟
قال : كنتِ وما زلتِ هوى داعبأحلامي .
رنَّ هاتفها ذات صباح فَ استأذنت من دفء أحضانه لِ ترد
على أقرب صديقاتها إلى نفسها وهي تسألها أهكذا نجح العجوز لِ ينسيكِ أحبابك ؟
قالت : ليتني عرفته منذُ فجر أيامي وأقفلت الهاتف لِ تعود للعبث بِ شعر رأسه الفضي
وتقول له : من يدري؟ قد اموت قبلك فإن حدث فَ تأكد أني متُ في هواك
قال : كنتُ اموت في كلِّ لحظة وأنتِ بعيدة عني