افضل قصة {الوجه الاخر}

حتى وأنت تريد النوم قد تجد كل المعابر المشرعة مقفلة في وجهك , ربما لأنك ما عدت ذاك الشخص الذي ولد كقطعة ثلج ناصعة البياض , أو لأن السخم علا بعض أجزائك فحولك إلى قطعة فحم في متاهات الزمن المستعصية على الولوج . آه من هذا الداخل المتعب , الذي أقسمت السنون على هزمه, وهويتعرى من بياضه في أوج انبلاجات ومضاته . حيث تحول كل شيء إلى قذارة بحجم تلك الأخطاء التي لم يعد بوسعه التخلص منها حتى في لحظات أحلامه الزاهية القليلة.

عذرا أيها الداخل المهزوم , فحتى ونحن ننشد كل آيات النصر في الحب , تتحول انتصاراتنا إلى هزائم نعلقها على مشجابك, فقط لأننا لا نقوى على الاعتراف بهفواتنا الحبلى بكل الزوايا.

صعب أن يتحول داخلك إلى حزمة خطايا لا تستطيع نسيانها لأنك لم تتعلم الاستفادة منها , ولأنك في كل مرة تصر على تكرارها في تعال لا منته. صعب أن تكتشف أنك تخاف من الآخرين , تتوجس أن يعلو الضباب صورة لطالما حسنتها , في حين كلما تطلعت إلى المرآة تبدى وجه آخر , تعلوه علامات الاستفهام : هل هذا أنت ؟

صعب أن تتحول عيونك إلى حزمة حطب ألهبتها نيران الندم على أدراج المرآة , أن تحاول كسرها دون جدوى , فالقبح علاك من الداخل , وحتى لو حاولت جمع شظاياها من جديد ما تغيرشيء , فما عدت أنت , ولا عادت المرآة مرآة .

صعب أن تتمنى اقتناء أخرى لا تعكس شيئا لمجرد النسيان. صعب وصعب وصعب ...أن تهوى الرحيل عن ذاتك في هجرة كهجرة الطيور التي ترفض العودة , فقط لأن العودة لم تعد متاحة , ولان المرآة أقسمت أن تعري كل الأشياء , وتفضح كل الأسرار , أن تعريك أمام ذاتك وأنت تتملاها , وتصدر أخطر قرار

أنت محروم من الهناء , مجرد شقي في مملكة لم تعد تخط حروف السعادة , وأنه عليك أن تجوب محيطات الندم ذهابا وإيابا لعلك تستطيع التفرس في داخلك , ربما قد تفقد احترامك لنفسك , لكن لا تفقد الثقة في تصحيح ما يمكن تصحيحه , فحتى المرايا تعطي فرصا أخرى للتجلي.

موضوع غاية في الروعة

شكرا لك على هاذا الموضوع المميز

الله يعطيك ألف عافيـــ’ــة

» أطباء أتراك ينجحون فى تطوير علاج بديل لشلل الوجه
» افضل قصة في التاريخ مقطفة من اينشتاين