الساعة الثامنة وبضع دقائق، مجموعة من التلاميذ متحلقين حول "عمي البشير" يترجونه لفتح الباب وهو يرده بقوة فقد انصرم وقت الدخول، كاد التلاميذ أن يرجعوا خائبين لولا أن لاح لهم بصيص أمل... إنها محبوبة المتأخرين.
اقتربت أستاذة العلوم الوحيدة في المؤسسة، الأنثى الوحيدة بين جيش من الرجال، ألقت التحية على "عمي البشير":
- صباح الخير أ "عمي البشير"، فطرتي ولا باقي
- باقي أ أسادة
لتدس يدها في حقيبتها وتخرج كيسا بلاستيكيا تمده لعمي البشير،
- هاك أ عمي البشير بالصحة
- الله يخلف عليك
يفتح "عمي البشير" الباب الحديدي، الذي يصدر صريرا قويا مما سيكشف أمرها لا محالة.
تتقدم الأستاذة بخطوات ثابتة نحو جناح العلوم ليدخل المتأخرون جميعا بعد فتح الباب وهي تتوسطهم في مشهد مشابه لقطيع غنم وراعيهم وهم يلجون الزريبة.
فجأة لمحت المدير، لقد نبهها مرارا وتكرارا أنه لن يتغاضى عن استهتارها رغم كل الحلويات التي تجلبها له على رأس كل أسبوع، انها المواجهة ولا شك، لم تجد خرجا في القاء التحية:
- صباح الخير أ سي مصطفى، كيف جاوك لحليوات
- الله يعطيك الصحة بنانين، ولكن ش هاد التعطيلة أ أسادة
- وبلا منعاودلك أ سي مصطفى، را ختك كانت ماتت، والله غير مبغيتش التلاميذ يضيعوا والسلام
- ياك لاباس ا أسادة، خلعتيني عليك
- ما شكيت عليك أ سي مصطفى، واحد الضرسة خرجتلي لعقل
- صافي ميكون باس أ أسادة غير علمينا ورتاح مع راسك لاش معدبا و ماجا، حنا نقريو ديك التلاميذ.
كانت تعلم أنها ستتغلب على الموقف بسهولة كما هو الحال في العشرات من المرات السابقة، ليس المهم هو حبكة العذر المختلق بل لذة الحلويات على رأس كل أسبوع
.